كتاب قصة قصيرة: "خلف الأبواب المغلقة " بقلم (z25sf) | منصة قصة
قصة قصيرة: "خلف الأبواب المغلقة " زهراء صاحب سلطان مكتمل
0.00 - أكتب مراجعة
 القراءات
0
 التصويتات
0
 الفصول
0
 وقت القراءة
0س 00دق

مقدمة عن الكتاب


في ساعة متأخرة من الليل، حيث كانت المدينة تغرق في صمت عميق، كان هو يسير بلا وجهة في شوارع مظلمة تنبض بفراغ. كانت خطواته تبدو وكأنها تتنفس بصعوبة، ثقيلة كما لو كانت تحاول الهروب من نفسها. كان كل شيء حوله غارقًا في ظلال لا تطمئن، والأضواء الباهتة التي تنبعث من النوافذ المغلقة كانت تومض وكأنها ترقب خطواته، لكن لا أحد يراه.

كان يشعر بشيء غريب، كأن المدينة تعرفه أكثر مما يعرفها. كان يعبر الشوارع كما لو كانت تعرف خطواته، تعرف تلك الزوايا التي لا يمكن أن يراها أحد سواه. ولكن ماذا كان يبحث عنه؟ كان يسير وكأنما ينشد شيئًا، ولكن لا يدرك ماهيته. هل كان يبحث عن مخرج؟ أم كان يهرب من نفسه؟

ثم، بين الزوايا المظلمة، ظهر أمامه باب خشبي قديم، نصف مغلق، يبدو وكأنه كان ينتظر قدومه. كان الباب مهدمًا، مغلقًا جزئيًا، لكنه كان يحدق في وجهه وكأنما يدعوه للدخول. اقترب منه ببطء، وشعر بشيء ثقيل يضغط على صدره، كما لو كان يحمل على كاهله أعباء لم يفهمها بعد. لماذا كان هذا الباب مهمًا؟ ولماذا شعرت قدماه بأنها تجذبه نحوه رغم كل شيء في نفسه كان يرفضه؟

مد يده بحذر نحو المقبض، شعر بشيء غير مريح يتسرب إلى قلبه. لكنه لم يتوقف. هل كان هذا الباب هو الطريق إلى الخلاص؟ أم أنه كان مجرد وهم آخر يحاول أن يخدع عقله؟ رآه بوضوح في تلك اللحظة: كان الباب يرمز لكل شيء حاول أن يهرب منه طوال هذه السنوات. كان يهرب من ذاته، من خوفه، من تلك الأسئلة التي لا تكف عن الظهور.

عندما فتح الباب، وجد نفسه في غرفة فارغة، تكسوها جدران رمادية ضبابية. كانت الغرفة خاوية من أي شيء يبعث الحياة، إلا أن الفراغ الذي فيها كان ملأه بشعور غريب: شعور بالضياع. كان الهواء ثقيلًا بشكل غير عادي، وكأن الغرفة نفسها تتنفس بصعوبة. شعر بشيء يدفعه للجلوس، لكن جسده كان مترددًا. في تلك اللحظة، انتابه إحساس بأن كل شيء حوله، الجدران، الهواء، الظلال التي كانت تراقب في الزوايا، كلها كانت تدور حوله، محاصرة إياه في تلك اللحظة، كما لو كانت الغرفة تجسد حالة نفسه. كان هذا المكان، كما كانت حياته، مليئًا بالصمت، والحزن، والقلق الذي لا يمكن التخفيف منه.

جلس على الأرض، وأغمض عينيه محاولًا أن يهدأ، لكن كل نفس كان يزداد عمقًا في تلك اللحظة من الإحساس بالاغتراب. كان يتساءل عن نفسه: "لماذا أنا هنا؟ ماذا أفعل؟". ولم يجد جوابًا. كان يهرب، ولكن من ماذا؟

حقوق الملكية

جميع الحقوق محفوظة

لهجة العمل

لهجة فصحى

جدول المحتويات

مشاركة على السوشيال ميديا

قد تفضل قراءة هذه القصص ايضاً

دموع الثلج الحبيب عبد الجليل المسلمي قصة قصيرة
 325    1    1 
بحيرة الدماء ابتسام رشاد بحيرة دماء في منطقة نائية، فقط بيت واحد مجاور لها... ومع حلول الليل عليك أن تواجه الجنية أو لتهرب
 3750    1    1 
انتظار بلا جدوي Linda Kaafarani سيده عمرها عباره عن رحله انتظار طويله للحظه فرح لا تاتي ابدا ،خذلان مستمر ،صفعات متتاليه …
 0    0    0 
  للحب وجوه أخرى زاجل مصر ربيع أيوب سماح جبريل إهداء/ إلى المحبين الذين لَم ينسجوا رواية حُبِّهم على منو
 166    0    5 
  العصفور الأمير دار جرينتا للنشر والتوزيع نعم الله علينا بنعم لا تعد و لا تحصى، أعطانا كل هذا الجمال بالكون الفسيح، طلب منا أن نشكره دوماً على
 721    0    10 
نزِاع رِهام بوسنينة ملحمة بينَ القلبِ والعقل
 255    1    1 
  الرسم بالطباشير Fatima Naoot صورٌ قلمية فاطمة ناعوت دار التلاقي للكتاب الطبعة الأولى اسم العمل: الرسم بالطباشير المؤلف:
 393    0    40 
غربة طفل منى محمد
 357    0    1 
اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.